اخـبـار محلية ودولية 63 أن تعمــل مثــل هــذه السياســات علــى إطالــة أمــد الأزمــة مــن خــ ل زيــادة الطلــب علــى الطاقــة. ومــن المرجــح أيضــا أن يســفر اســتمرار ارتفــاع أســعار الطاقـة عـن إلحـاق الضـرر بهـدف إنمائـي عالمـي آخـر بالـغ الأهميـة هـو التحـول إلـى الطاقـة النظيفـة الضـروري مـن أجـل التصـدي لتغيـر المنـاخ. وتعتـزم بعـض البلـدان تعزيـز إنتـاج الطاقـة المتجـددة وخفـض الوقـود الأحفـوري كثيـف الكربــون مثــل الغــاز، لكــن مثــل هــذه المشــروعات تحتــاج وقتــا طويــ حتــى تؤتــي ثمارهــا. لكــن فــي الوقــت ذاتــه، اختــارت عــدة بلــدان زيــادة إنتــاج واســتخدام أنــواع الوقــود الأحفـوري الأرخـصثمنـا. فالصيـن، مثـ ، تعتزم زيـادة إنتاج % مـن 8 مليـون طـن — وهـو مـا يعـادل 300 الفحـم بمقـدار المســتويات الحاليــة. إن التغلــب علــى أي أزمــة عالميــة يتطلــب تعاونــا عالميــا، مــن ذلــك النــوع الــذي ســاد طيلــة العقــود الثلاثــة الماضيــة والــذي تســتفيد منــه بشــكل أكبــر البلــدان الأصغــر والأكثــر فقــرا. وربمــا تكــون الحــرب قــد قلبــت الكثيــر مــن الحوافــز التقليديـة لمثـل هـذا التعـاون رأسـا علـى عقب، ولكـن لا يزال بإمـكان الحكومـات فـي كل مـكان تقليـل الضـرر الـذي يلحـق بالمواطنيـن الأولـى بالرعايـة- وبالاقتصـاد العالمـي. وهنـاك خمســة إجــراءات مــن شــأنها أن تســاعد بشــكل كبيــر: تشـجيع اسـتجابة قويـة علـى جانـب المعـروضمـن أولا، الحبــوب، وزيــوت الطعــام، والأســمدة مــن خــ ل إصــ ح سياســات زيــادة الإنتاجيــة، وترشــيد الإعانــات الزراعيــة، وتســهيل التجــارة. وتتمثــل اســتجابة الأســواق لارتفــاع الأســعار فــي زيــادة العــرض، وفــي كثيــر مــن الحــالات يســتغرق ذلــك شــهورا وليــس ســنوات. تعزيـز برامـجشـبكات الأمـان الموجهة مثـل التحويلات ثانيـا، النقديــة، وبرامــج التغذيــة المدرســية، وبرامــج الأشــغال العامــة. ويمكــن أن تقطــع هــذه التدابيــر شــوطا طويــ فــي حمايـة الأسـر الفقيـرة مـن آثـار ارتفاع الأسـعار - وهي اسـتخدام أفضــل للمــوارد مــن الدعــم. وفــي حالــة ضــرورة اســتخدام الدعــم، يجــب التشــديد علــى أنــه ســيكون محــدودا ومؤقتــا. مقاومـة إغـراء فـرضقيـود علـى اسـتيراد وتصديـر ثالثـا، المـواد الغذائيـة. فنحـن نـدرك جيـدا مـن واقـع خبراتنـا مـع أزمـات الغـذاء السـابقة أنهـا لا تزيـد المشـكلة إلا سـوءا. اغتنـام كل فرصـة سـانحة لتعزيـز التعـاون الدولـي رابعـا، لتحســين شــفافية الســوق وتنســيق الاســتجابة علــى صعيــد السياســيات. العمــل علــى زيــادة الاســتثمارات فــي كفــاءة وأخيــرا، اســتخدام الطاقــة والطاقــة المتجــددة، وخاصــة عــزل المبانــي وحمايتهــا مــن عوامــل الطقــس بهــدف الحمايــة مــن البــرد والحــرارة علــى حــد ســواء. ومــن الممكــن أن تسـاعد مثـل هـذه السياسـات فـي تحقيـق أهـداف المنـاخ وخفــض التكاليــف التــي تتحملهــا الأســر. وســوف تعمــل أيضــا علــى تحســين أمــن الطاقــة فــي الأمــد الطويــل. وعلــى مــدى العاميــن الماضييــن، لــم تتــركسلســلة مــن الأزمــات المتداخلــة للحكومــات فــي مختلــف أنحــاء العالــم مجـالا كبيـرا للمنـاورة ولا مجالا للخطأ. وقد تحدد الخيارات التــي يتخذهــا واضعــو السياســات خــ ل العــام المقبــل المســار الــذي سيســلكه العقــد القــادم. وحــري بهــم ألا يدخــروا أي جهــد لزيــادة النمــو الاقتصــادي فــي الداخــل، والتصــدي لأي إجــراءات قــد تضــر بالاقتصــاد العالمــي. مدونة البنك الدولي
RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==