دراسات 52 فــي الأســواق العالميــة التــي تهيمــن عليهــا التكنولوجيــا الرقميــة تتنافــسكيانــات الأعمــال اليــوم وتتسـابق نحـو التحـول الرقمـي والابتـكار لخلـق القيمـة. حيـث تسـعى المؤسسـات جاهـدة للحفـاظ علــى ثقافــة الثقــة الرقميــة بيــن جميــع أصحــاب المصلحــة. فالثقــة الرقميــة كمفهــوم تعبــر عــن الموثوقيــة فــي ســ مة العلاقــة والتفاعــ ت والعمليــات بيــن المزوديــن والمســتهلكين ضمــن نظـام بيئـي رقمـي مرتبـط بقيـام المؤسسـات ببنـاء الثقـة والحفـاظ عليهـا. فـإذا كانشـريان الحيـاة للاقتصـاد الرقمـي هـو البيانـات فـإن قلبـه هـو الثقـة الرقميـة. فـي الواقـع، إن تفاعلاتنا كمسـتهلكين تخلــق بصمــة رقميــة مــن خــ ل اســتخدامنا للتكنولوجيــا عبرالدفــع الالكترونــي أو مشــاركة المعلومــات الخاصــة بنــا، ومــع ذلــك لا زلنــا نشــك بنزاهــة معاملاتنــا وتفاعلاتنــا فــي هــذه النظــم البيئيـة الرقميـة. حيـث يمكـن أن يكـون لأي خـرق للثقـة الرقميـة عواقـبسـلبية بعيـدة المـدى علـى ســمعة مؤسســة وقيمتهــا وقدرتهــا الماليــة مســتقبلاً. لــذا يقــع علــى كاهــل المؤسســات التأكــد مــن أن جميــع الأطــراف المشــاركة فــي التفاعــ ت الرقميــة مــن البيانــات والمعلومــات التــي يتــم تبادلهـا سـتكون آمنـة وسـتؤدي إلـى تسـليم المنتجـات والخدمـات المرغوبـة علـى النحـو الموعـود. الثقة الرقمية يعــد الأمــان والخصوصيــة مــن بيــن المكونــات الرئيســية للثقــة الرقميــة والتــي تمثــل نقطــة تقاطــع فيمــا بينهمــا حيـث يُكـون المفهوميـن معـاً أساسـاً قويـاً للثقـة الرقميـة إلــى جانــب عناصــر أخــرى مثــل الجــودة والتوافــر والأخــ ق والنزاهـة والشـفافية والصـدق والمرونـة. إن الثقـة الرقميـة تسـمح للعمـ ء وأصحـاب المصلحـة بالوثـوق بأن المنشـأة لا تلحــق الضــرر ببياناتهــم وتحميهــا وهــذا مــا يحقــق فوائــد للمؤسســات مثــل الســمعة الإيجابيــة، وتقليــل انتهــاكات الخصوصيــة، وتقليــل حــوادث الأمــن الســيبراني. قــد تحتــاج المؤسســات إلــى طــرف ثالــث لحمايــة وتأميــن التفاعــ ت الرقميــة، لــذا يتوجــب علــى المؤسســات أن تعمــل علــى إرضـاء المسـتخدمين فـي المجـال الرقمـي عبـر تحسـين بيئـة التكنولوجيــة لكســب الثقــة الرقميــة. يتطلــب بنــاء الثقــة أن تُظهــر كيانــات الأعمــال بــأن لديهــا ممارســات جيــدة فيمــا يتعلــق بالخصوصيــة والأمــان وسـ مة البيانـاتمـن أجـل تحقيـق أقصى درجـات الموثوقية والامتثــال. فالخصوصيــة تتطلــب الســرية: أي ضمــان بــأن البيانـات متاحـة فقـط لمـن يحتاجـون إلـى معرفتهـا، والنزاهـة باكتمــال المعلومــات ودقتهــا، وكذلــك التوافــر لضمــان توفــر المعلومــات. ويمكــن ترجمــة مفاهيــم الســرية والســ مة الأمنيـة بسـهولة إلـى خصوصيـة لأن الخصوصيـة والأمـان في جوهرهمــا متشــابكان ويشــتركان فــي العديــد مــن المفاهيــم المشـتركة. وفـي الخصوصيـة نميـل إلـى التفكيـر فـي السـرية والنزاهـة، فالسـرية تتـم مـن خـ ل التأكـد مـن أن المعلومـات الشــخصية المقدمــة يتــم اســتخدامها أو مشــاركتها فقــط مــع أولئــك الذيــن يحتاجــون إلــى المعرفــة، وعندمــا لا يتــم اســتخدامها يتــم حمايتهــا وتأمينهــا بشــكل مناســب مــن خـ ل الضوابـط الإجرائيـة والتكنولوجيـة المناسـبة، بحيـث يتـم حظـر أو تقييـد أو حظـر الوصـول إلـى أولئـك الذيـن قـد يرغبـون فــي الوصــول إليهــا. وبالنســبة للنزاهــة فــإن أي معلومــات شـخصية يجـب أن تكـون دقيقـة ويتـم تحديثهـا عنـد الضـرورة. وعنـد مشـاركة البيانـات مـع أطـراف أخـرى يتوقـع مالـك هـذه د. حسام باسم حداد
RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==