مقابلة العدد 27 تزايــد المخاطــر المرتبطــة بمحفظــة القــروض الّتــي مليـون دولار، إذ تتزايـد احتماليّـة تعثّـر 980 تصـل إلـى جـزء مـن محفظـة القـروضفـي قطـاع غـزّة. وكذلـك الحــال فــي الضفّــة الغربيّــة. تضــرّر منظومــة الدفــع الإلكترونــيّ وعجــز المصــارف عــن تقديــم الخدمــات الماليّــة الإلكترونيّــة وخدمــات المدفوعــات الإلكترونيّــة للعمــ ء. تزايــد الحاجــة إلــى ضــخّ ســيولة إضافيّــة فــي الســوق المحلّـيّ لتلبيـة احتياجـات المشـاريع والمنشـآت إلـى التمويــل لتســديد الالتزامــات الطارئــة الناجمــة عــن هــذا العــدوان وتداعياتــه. وللحدّ/التخفيف من تداعيات هذا العدوان على القطاع المصرفيّ،سارعتسلطة النقد إلى الطلبمن المصارف تكوين مخصّصات أوّليّة لمواجهة المخاطر المختلفة، .2023/ 09/ 30 وعكسذلك على البيانات الماليّة في تاريخ كما قامتسلطة النقد بتنفيذ اختباراتضاغطة إضافيّة لفحص قدرة القطاع المصرفيّ على تحمّل صدمة تعثّر جزء من المحفظة الائتمانيّة نتيجة لتداعياتهذا العدوان على القطاعات الاقتصاديّة المختلفة. وقد أظهرت نتائج هذه الاختبارات سلامة القطاع المصرفيّ الفلسطينيّ ومتانته الماليّة، مع احتفاظه بنسبة كفاية رأسمال ومستويات سيولة تتوافق مع المتطلّبات التنظيميّة المقرّرة بموجب التعليماتوالممارسات الفضلى. وقـد أكّـدتسـلطة النقـد مـراراً أنّهـا لـن تتوانى عـن اتّخاذ أيّــة إجــراءات مــن شــأنها مســاعدة الأفــراد والشــركات علـى تجـاوز هـذه الظـروف الصعبـة، والإبقـاء علـى دورة الأعمــال، بالتــوازي مــع الإجــراءات الحصيفــة الّتــي مــن شـأنها المحافظـة علـى متانـة القطاع المصرفـيّ وزيادة مرونتـه ومناعتـه فـي التعامـل مـع أيّةصدمـاتمحتملة. كيـــف تقيمـــون أثـــر العـــدوان الإســـرائيليّ علـــى قطــاع غــزّة علــى النشــاط الاقتصــاديّ الفلســطينيّ والمؤشّــرات المتعلّقــة بذلــك بمــا فيهــا مؤشّــرات الأســـعار والعمالـــة والنمـــوّ وغيرهـــا؟ استطاعت فلسطين أن تبني اقتصاداً مقاوماً وقطاعاً مصرفيّاً مقاوماً كما هو الحال في البشر وعليه، فهي ثقة مقدّراتنا على تجاوز آثار الحرب. دعوني أوضّح هنا أنّه قد يكون من المبكّر التوصّل إلى تقييم كافّة أبعاد هذا العدوان، البرّيّ والبحريّ والجوّيّ، وحصر كامل الخسائر والأضرار المتحقّقة، كونه لا يزال مستمرّاً. ومع ذلك، فإنّ أقلّ وصف يمكن أن يطلق على هذا العدوان، أنّ خسائره ستكون هائلة، وتطال كافّة مناحي الحياة. ولن تقتصر على قطاع غزّة فقط الّذي استشهد عدد كبير من ساكنيه، دمّرت أكثر مبانيه وبنيته التحتيّة. وكلّما طال أمد هذا العدوان تزداد حجم المعاناة، وتتزايد حجم التكاليف والخسائر والأضرار الّتي من المتوقّع أن يتكبّدها الاقتصاد الفلسطينيّ، جرّاء ما سيخلّفه هذا العدوان منصدمات اقتصاديّة واجتماعيّة قصيرة وطويلة الأجل، سوف ترافق الاقتصاد الفلسطينيّ خلال الفترات القادمة، وفي مختلفمناحي الحياة. وفـي تقييـم أوّلـيّ لآثـار وتداعيـات هـذا العـدوان علـى أداء الاقتصــاد الفلســطينيّ، قامــتســلطة النقــد بمحــاكاة ســيناريو يســتند علــى فرضيّــة أساســيّة تركّــز علــى هــذا العــدوان، وفــق الافتراضــات التاليــة: بقــاء هــذا العــدوان ومســاره المســتقبليّ محصــور فــي قطــاع غــزّة فقــط. اسـتمرار العـدوان الحالـيّ علـى مـدار الربـع الرابـع فقـطمـن العـام الحاليّ. أيّ تغيير في مدّة هذا العدوان أو نطاقه أو شدّته سيكون له تأثير كبير على التطوّرات الاقتصاديّة الفعليّة. آخذين بعين الاعتبار أن هذا السيناريو يعكسوضعاً لم يشهد الاقتصاد الفلسطينيّ مثله من قبل، وضع تزامنت فيه أربعة عوامل لها تأثير مباشر على النشاطالاقتصادي ودورة الأعمال: انقطاع رواتب موظّفي القطاع العامّ، وانقطاع تعويضات العاملين الفلسطينيّين في إسرائيل، وانقطاع مشتريات فلسطينيّ الداخل من السوق الفلسطينيّ، وانقطاع إيرادات المقاصّة، جرّاء امتناع الحكومة الفلسطينيّة عن استلامها. وتشير تنبّؤات سلطة النقد الّتي تحاكي هذا السيناريو إلى أنّ الاقتصاد الفلسطيني سوف يعاني من تراجع كبير، وأن ملحم: تعرّضبعضمقرّات المصارف في قطـــاع غـــزّة لأضـــرار جـــرّاء القصـــف؛ ممّـــا يــسـتـوجــــــب إعــــــادة الإعــمــــــار ملحم: نتائـج اختبـارات الأوضـاع الضاغطـة تؤكـــد سلامــــة القطـــاع المصـرفــــيّ الفلســـطينيّ ومتانتـــه الماليّـــة فـــي مواجهـة تداعيـات العـدوان على غزة
RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==